العقلية العربية وسر وصول اللاعب محمد صلاح للعالمية(Mohamed Salah)موقع ( مستشارك القانونى )المقدمهثالثا : ما سر نجاح محمد صلاح فى الوصول للعالميةرابعا: الخلاصةخامسا : المراجع
المقدمه( الفرق الأساسي بين اللاعب العربي والأجنبي هو "المخ" وليس المواهب )تلك الكلمات قالها اللاعب الدولى محمد صلاح في حديثه لاحدى وسائل الاعلام من هنا جاءت فكرة هذا المقالوهى تتمثل فى الاجابة على الاسئلة الاتية :السؤال الأول هل العقلية العربية هى السبب فيما وصلنا اليه من تدهور ؟والسؤال الثانى ان كانت العقلية العربية هي سبب التدهور فما السبب فى تدهور العقلية العربية؟والسؤال الثالث ما هو السر في وصول محمد صلاح للعالمية وهو عربى ويحمل العقلية العربية ؟وتجدر الاشارة هنا الى اننا لا نتحدث فى هذا البحث عن العقل من حيث كونه غرفة العمليات الرئيسية في المخ البشري –ولكن نتحدث عن العقلية العربية أي طريقة التفكير العربي وبناء عليه ستكون نقاط المقال كما يلى : -أولا: ماهية العقلية العربية وعناصر تكوين العقلية العربية
اولا : ماهية العقلية العربية
العقلية هى عبارة مجموعة التصورات والمعتقدات والآراء والسلوكيات التي تتميز بهامجموعة بشرية دون سواها في أسلوب حياتها وطريقة تفكيرها .ولكل أمة عقلية خاصة بها، تظهر في تعامل أفرادها بعضهم مع بعض وفي تعامل تلكالأمة مع الأمم الأخرى،كما أن لكل أمة نفسية تميزها عن نفسيات الأمم الأخرى،وشخصية تمثل تلك الأمة، وملامح تكون غالبة على أكثر أفرادها،تجلها سمة لتلك الأمة تجزها عن سمات الأمم الأخرى ..
ثانيا: عناصر تكوين العقلية العربية
عناصر تكوين العقل العربي تتمثل فيما يلى :-1-المناخ الاجتماعي العام، أو البيئة العامَّة، وهو ما يُطلَق عليه البيئة الثقافيةوالسياسية والاقتصادية2-المدارس: مِن خِلالها تُوضَع البذور الأساسية لطريقة التفكير مِن حيثالسطحيَّة أو العمق، وفيها يتمُّ اكتساب المعرفة والمعلومات،وتكوين الاتِّجاهات نحو كثير مِن قضايا الحياة.3-وسائل الإعلام: وهي مِن أهمِّ وأخطر القنواتالتي تُشكِّل العقل؛ لأنها ذات أثر فعال ومؤثِّر في صياغة الاتِّجاهات وطُرُق التفْكير.4-المساجد: لها دور بارِز ومُهمٌّ في صياغة العقول وبنائها؛عن طريق خطب الجمعة، والندوات والمناقشات والدُّروس المُمكن عقْدها فيها،كما أنَّ حضور المسجد بحدِّ ذاته يُسهِم في الصِّياغة العقليَّة العربية .5-الندوات العامَّة والمؤتَمرات لها دورها في تَكوين وتَشكيل العقل،وكُلَّما كان المُجتمَع يَعِجُّ بمثْل هذه الأشياء، كان ذلك مَدعاةً للإثارةوالتَّنشيط الذِّهني، وكلَّما افتقَد مثل هذه الأنشطة، حلَّ الرُّكود وساد الجُمود والتبلُّد،وأصبح الناس بمثابة الآلة يَسيرون وَفق نشاط رُوتينيٍّ، لا يَبعث الإبداعوالإنتاج والتجديد، بل يولد السأَم والتراجُع والتقهْقُر الفِكري.
ثالثا: ما أسباب تدهور العقلية العربية
يخطئ أي مفكر او باحث عندما ينكر وجود أزمة عميقة فكرية وسياسية ودينية وثقافيةواقتصادية واجتماعية في المجتمعات العربيةمن مشرقها إلى مغربها. غير أن التأكيد على الأزمة، لا يعني التسليم بأن الأزمةتكمن في العقل العربي، وكأن العقل العربي ولد ميتا،وغير قادر على الإنتاج والإبداع ولكن هناك اسباب ادت الى تشكيل العقلية العربيةالحالية بشكل يشل حركتها ويعطل وظائفها ،ونعرض فيما يلى بعض الآراء التي تحدثت عن هذه الأسباب :1ـ هناك من قال ان سبب تخلف العرب هو «ابتعادهم عن دينهم وعدم تحكيم الشريعة»ويعتمد هذا الرأي على ضرورة تربية الأجيال على قيم وسلوكيات تتفق مع مبادئ الإسلامالذى يدعو إلى التقدم المادى سواء علمى او اقتصادى او عسكرى مع الحفاظعلى القيم والأخلاق حيث أن الغرب تقدم ماديا ولكن تأخر اخلاقيا .2ـ وهناك من قال ان سبب تخلف العرب يكمن في تجذّر ثقافة الاستبدادفي المجتمعات العربية وغياب ثقافة الديمقراطيةولا حل إلا بالديموقراطية, ثقافة بديلة: قيماً وتربية وسلوكاً ونظماً.3ـ وهناك من قال ان سبب تخلف العرب يكمن فى الجهل وأنه لا سبيل أمام العربللتقدم إلا بالعلم والتقنية كما فعل الغرب,لكن التقدم العلمي في الغرب سبقه تنوير فكري.ونرى أن أسباب التدهور تتمثل فى اجتماع العناصر الثلاثة السابقة مجتمعة ومن الواضح ان الامكانيات الماديةليست سببا فى الأزمة التى تعانى منها الأمة العربية حيث أن الدولة العربية غنية بالثروات المختلفة
رابعا:ما سر نجاح محمد صلاح فى الوصول للعالمية
بالرغم من ان اللاعب العالمى محمد صلاح شاب عربى ويحمل العقلية العربية إلا أنه نجح فى الوصول الى العالميةونرى ان هناك اربعه اسباب لهذا التميز :
أ : التوفيق من الله سبحانه وتعالى
ب : الشغف
قال المؤسس لشركة آبل العالمية ستيف جوبز مخاطبًا خريجي جامعة ستانفورد"أنا مقتنع أن الشيء الذي حفزني للاستمرار في عملي هو حبي له. عليكم أن تجدوا العمل الذي تحبون... عندما تحبون عملكم تبدعون فيهاللاعب العالمى محمد صلاح سلك المجال الذي يحبه وهو ما يسمى فى علم التنمية البشرية ( الشغف )يعرّف الشغف لغة بأنه أقصى درجات الحب وأقواها.وفي بيان قصة يوسف عليه السلام قال الله ﷻ :((قد شغفها حبًّا)).وقد تمّ تعريف الشغف في قاموس أوكسفورد بأنه شعور قويّ للغاية بالكاد تستطيعالسيطرة عليه. ووصفته أوبرا وينفري قائلة"الشغف هو طاقة، وشعور بالقوة نابع من التركيز على ما يثير حماسك".حينما تحبّ ما تفعله - سواءً كان ذلك وظيفةأو دراسة أو غيرها- سيحفّزك شغفك لهذا الأمر لتنهض في كلّ صباح بكامل نشاطك،وستجد أنّك في كلّ يوم متشوّق للمستقبل.بالنسبة لك، "العمل" ليس عملاً وإنّما متعة، و"الدراسة" ليس دراسة وإنّما إثارةو "الوظيفة" ليست وظيفة بعد الآن وإنما "شغف".يقول الكاتب الأمريكي الساخر مارك توين"اتبع شغفك ولن تعمل يومًا في حياتك".والشغف من أهم مفاتيح لوحة تحكم النجاح إذا لم يكن الأهم على الإطلاق،إذا ما تم استثماره بالشكل الصحيح وتُرجم إلى جهد ومثابرة.
ج: الاستعداد لدفع ثمن النجاح
وهو السبب الأهم على الإطلاق بمعنى يجب التضحية بأشياء جميلة للحصولعلى أشياء أجمل، ولا يوجد عبر التاريخقصة نجاح حقيقيةعميقة الأثر تخلو من الألم والتضحية والتنازل عن الراحه والمتعهحيث أن أهم عيوب العقلية العربية هو انا العربى لا يريد ان يدفع ثمن النجاحيريد فقط النجاح وإذا نجح يريد انلا يخضع لأي قواعدأو قوانين فعندما يبدأ فى النجاح ويكون سبب فى فوز فريقه فى مباراةأو أكثر يبدأ فى التعالى على الآخرينوأهانه زملائه ومدربهولا يلتزم بمواعيد التدريبات وقد سمعت أن لاعب مصرى احترف فى فريقانجلترا لأول مرة وعندما سجلعشرة أهداف مع فريقهبدأ بالتأخر عن مواعيد التدريب وعدم الالتزام بالنظام الغذائى اعتمادا علىما حققه من نتائج مما أدى فى النهايةإلى تدنى مستواه واستبعاده من الفريق والعودة إلى اللعب فى الدورى المصرىثم الاعتزال ، فى المقابل نجد لاعبين عالميينمثل ميسى ورونالدو وغيرهم كثيرين ، بالرغم من الشهرة العالمية والأموال الرهيبةالتى حققوها ، الا انهم ملتزمين بنظام غذائيصارم وملتزمين فى التدريب مع زملائه وفى المواعيد المحددة من قبل النادييلتزموا بتعليمات مدربهم سواء باللعب أو الجلوسعلى دكة الاحتياطى حسب مصالح النادى بالرغم من أنهم حققوا الشهرة والمالوالسبب هنا هو العقلية التي يحملها اللاعب الأجنبيالذي تربى على ان لكل شيء ثمن ولابد أن يضحي حتى ينجح ويضحى حتى يستمرفى النجاح وهذا سرنجاح اللاعب العربى محمد صلاح حيث انهضحى من اجل النجاح كان يذهب من بلدهفى طنطا إلى القاهرة يوميا ويقضياربع ساعات فى المواصلات العامه ذهاب وعودة والان هو ملتزم مع فريقه فى التدريبوملتزم بالنظام العذائىالذى يمنعه من تناول وجبات معينه والاقتصار فقط على وجبات غذائية معينه والالتزامبتعليمات مدربة وادارة ناديةوهذه القاعدة فى كل المجالات وليست قاصرة على مجال كرة القدمخامسا : الخلاصةفى البداية يجب ان نقر بانه لا يوجد عقل عربي يختلف عن غيره من العقول البشرية،فالعقل ملكة إنسانية مشتركة،فلا فرق بين عقل عربي وآخر غربي، لكن توجد "عقلية عربية" تختلف عن غيرها من العقليات،تبعاً لاختلاف "الثقافات"التي تصوغها، لكن العقليات تتطور، فالعقلية العربية في الجاهلية، غيرها في الإسلام،وهي في عصر العولمةغيرها في العصور السابقة، "العقلية العربية" محكومة بثقافتها التاريخية الموروثة متمثلة فيمجموعة التقاليد والأعرافوالعادات والقيم الاجتماعية والأفكار والتصورات الممتدة منذ الجاهلية، وثقافة أي مجتمع،هي عقله، ونحن – الأفراد– نتشرب هذه الثقافة من البيئة المحيطة "تلقائياً" منذ التنشئة الأولى عبر عملية "البرمجة الثقافية"التي تحكم تفكيرنا وتشكل تصوراتنا لأنفسنا وللآخرين، كما تحدد طريقة تفكيرنا، ولكي تتمَّ إعادة تَشكيلالعقل العربي،وإعادة صياغتِه وتَنقِيَتهوتَصفِيَته مِن الشَّوائب العالِقة به؛ لابد من القيام بعملية إحلال مَعرفي في مجال العقيدة والعبادة، والسياسة والاقتصاد،والاجتماع والثقافة العامَّةمن خلال ما يلى :1- زرع قيمه اساسيه وهامه فى نفوس العرب وهى ان للنجاح ثمن وان الاستمرار فى النجاح له ثمن اغلى ،فمن الواضح للجميع ان الغالبية العظمى من الشعوب العربية كسوله اتكالية لا تريد التضحية بمتعه واحدهمن اجل النجاح وان حققت النجاح لا تريد التضحية من اجل الاستمرار فى النجاح ، فلابد من التحوُّلمِن حياة التَّرَف والدَّعَة والسُّكون، إلى الجدِّ والنَّشاط والحيويَّة2- أن يكون للوقت قيمته ومعناه؛ فلا يُضيِّعه هدرًا ودونَما فائدة، وأن يوزِّع وقْتَه حسَب الأولويات .3- التخلُّص مِن الرُّوح الانهزاميَّة ومشاعر الدُّونيَّة والانكسار
فى نهاية المقال ارجو ان اكون قدمت لكم ( حاجة مفيدة )
المراجع
- كارم غنيم: "أبعاد التكوين العقلي للفرد في الإسلام"، (ص: 18).
- د/ عبدالحميد أحمد أبو سليمان: "أزمة العقل المسلم
- جواد علي : المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام
- د. عبدالحميد الأنصاري أوهام وهواجس تشل العقل العربي
- الدكتور “نبيل علي -(العقل العربي ومجتمع المعرفة)
- د. عبدالحميد المحيمد الشغف طريقك إلى النجاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق